مختارات من “سجن العمر” 2
توفيق الحكيم
كامل الخلعي
انتهت الإجازة الصيفية وعدت إلى القاهرة حاملا مسودة المرأة الجديدة وقد أتممتها ، كان شهر أكتوبر قد أقبل ، فوجدت مسرح الأزبكية قائما على قدم وساق ، يجري تدريبات على”خاتم سليمان”و"العريس " ومسرحية أخرى اسمها "الدنيا ومافيها" للشيخ يونس القاضي المؤلف الملحق بفرقة منيرة المهدية ، كان قد تركها واتجه إلى العكاكشة ، ولعل يونس القاضي وهو أيضا مؤلف الاغنية المشهورة وقتئذ :” ارخى الستارة اللى فى ريحنا أحسن جيرانك تجرحنا “
لعله الوحيد الذى لم يكن يقتبس عن مسرحية أجنبية لجهله اللغات الأجنبية ، لهذا كانت مسرحياته عبارة عن مشاهد غنائية ، لا رابط بينها ولا ضابط ، لكنها كانت صالحة كإطار للموقف الغنائي، كان اهتمامي الخاص بالطبع متجها إلى مسرحيتي ” العريس ” وقد قرر لي زكي عكاشة نظيرها ولا مرد لقراره مبلغ عشرين جنيها فقط ، بحجة أنها خالية من الألحان ، وأني المؤلف الوحيد فيها لا شريك لي،أما “خاتم سليمان ” فكانت تدريباتها قد انتهت، وجاءنا كامل الخلعي يسألني أنا ومصطفى ممتاز” هل الألحان أعجبتكم ” ؟
فكان ردنا الطبيعي : ( نعم أعجبتنا)
فمد يده قائلا” يدكم على البقشيش !!” ، ووالله ما تركنا إلا بعد أن قبض من مصطفى ممتاز ومني مبلغ جنيه مناصفة، وأعطانا إيصالا بذلك قال فيه بالنص:
( استلمت من حضرتي ممتاز أفندي وتوفيق أفندي
مؤلفي رواية خاتم سليمان ماية قرش صاغا كمكافأة على حسن الألحان التى
وضعتها فى روايتهما ، وهذا وصل بالاستلام)
كامل الخلعي 11 نوفمبر1924
ملحن رواية خاتم سليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق